كشف، المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني الموسع، أن نسبة 50 بالمائة من الأساتذة الناجحين في مسابقات التوظيف الحاملين لشهادة الماستر قد انسحبوا واستقالوا من مناصبهم الجديدة، لأن التلاميذ رفضوا التمدرس لديهم بحجة عدم توفرهم على الخبرة المهنية اللازمة التي تمكنهم من التأطير الجيد.
لذلك ظل مشكل نقص الأساتذة مطروحا لحد الساعة، خاصة في مواد الرياضيات، الفيزياء واللغات الأجنبية. في الوقت الذي طالبت الكناباست بضرورة إخضاع هؤلاء الأساتذة لتكوين متخصص بالمدارس العليا للأساتذة. في الوقت الذي شدّدت بأن التلاميذ على درجة كبيرة من الوعي وبالتالي فهم يطالبون بالأستاذ الجيد والمكون.
وأوضح، الأمين الوطني المكلف بالإعلام والاتصال، مسعود بوديبة، في تصريح لـ"الشروق"، أن التلاميذ بالطور الثانوي خاصة بالمدن الكبرى كالعاصمة قد رفضوا التمدرس لدى الأساتذة الجدد الناجحين في مسابقات التوظيف التي نظمت شهر أوت الماضي، والحاملين لشهادة ماستر، بسبب عدم توفرهم على الخبرة المهنية، وعليه فقد وجد هؤلاء الأساتذة خاصة فئة النساء منهن صعوبة في التعامل مع التلاميذ، وقد أجبرن على الانسحاب والاستقالة، ولذلك فقد ظلت المناصب شاغرة لحد الساعة خاصة بالنسبة لأساتذة مواد الفيزياء، الرياضيات واللغات الأجنبية "فرنسية وانجليزية".
وأضاف، المسؤول الأول عن الإعلام، أن التلاميذ بالمدن الكبرى وبالدرجة الأولى بالعاصمة على دراية كبيرة بكافة الأمور التربوية وعلى درجة كبيرة من الوعي، وهم مطلعون على القوانين اطلاعا واسعا، وبالتالي تجدهم يطالبون بحقهم في الفهم الجيد والأستاذ الجيد، والأستاذ المكون، مؤكدا في ذات السياق بأن مشكل هؤلاء الأساتذة حاملي الماستر لا يحل، إلا إذا تم إخضاعهم جميعهم "لتكوين متخصص" بالمدارس العليا للأساتذة التي تمنح للطلبة تكوينا في المجالين البيداغوجي والعلمي.
وأوضحت مصادر على اطلاع بهذا الملف، أن مشكل انسحاب الأستاذات الجدد قد طرح ببعض الثانويات بالجزائر وسط، وعلى رأسها ثانوية عبد الكريم سويسي ببني مسوس، أين رفض التلاميذ التمدرس لدى أستاذ تسيير واقتصاد لعدم توفرها على الخبرة، كما أن الأستاذة نفسها قد وجدت صعوبة في التأقلم مع تلاميذتها لأنها لأول مرة تلتحق بمهنة التدريس وتقف أمام التلاميذ، وكذا بثانوية ابن خلدون برايس حميدو، تسالة المرجة بغرب الجزائر.