مدينة القصير مركز منطقة القصير إحدى المدن في محافظة حمص في سوريا. تتميز مساحتها الكبيرة، واحتوائها على مختلف أنواع النشاطات الزراعية والصناعية والتجارية، وكثرة القرى التابعة إدارياً لهذه المدينة.
تبعد هذه المدينة عن مدينة حمص غربا حوالي 35 كم، وعن الحدود اللبنانية 15 كم، وهي في أغلبها أرض سهلية لا تتخللها ارتفاعات كثيرة، والقسم الأكبر من أراضيها هي أراض مروية، تتغذى من مياه نهر العاصي، وهناك قسم آخر "بعلي" لا تصل إليه مياه النهر. ووتقع جنوب غرب مدينةحمص وتعد صلة الوصل بين الريف اللبناني الشمالي وريف محافظة حمص الجنوبي ، وازدهرت هذه المنطقة بسبب النشاط التجاري بين السكان في مناطق شمال لبنان والسكان في المناطق المقابلة من الحدود السورية وضعف التبادل التجاري إبان الثورة السورية التي بدأت عام 2011م .
اسم "القصير" أتى من كون هذه المدينة في القديم مرتعاً للغزلان، التي تعود إلى عائلة "مردم بيك" وقد كانت "القصير" عبر التاريخ سيدة نفسها، فهي لم تكن يوماً من الأيام خاضعة للإقطاع، كبقية القرى التي حولها، والتي كانت بأغلبها تعود ملكيتها إلى عائلة واحدة أو عائلتين. فأهالي مدينة "القصير" كانوا متملّكين لأراضيهم منذ بداية تاريخهم، وهم يعملون بأنفسهم فيها. وكانت بداية هذه المدينة من خلال مرور نهر "العاصي" فيها، مما جعل الناس يرغبون السكن فيها طلباً للمعيشة، ومنذ نشوئها لم يتغير فيها شيء إلاً اتساعها. وقد استضافت عبر التاريخ العديد من الأمراء والملوك، ومن أهمهم حملة "محمد علي باشا" إلى بلاد الشام بقيادة ابنه "إبراهيم باشا" ولكن هذا لم يكن إلّا مجرّد استضافة. وما يزال هناك العديد من العائلات التي بقيت في "القصير" إثر الحملة المصرية إلى بلاد الشام بسبب حبهم لهذه المدينة.
سقط أكثر من 450 قتيل في مدينة القصير وريفها منذ بداية الثورة ضد النظام السوري. سيطرت المعارضة السورية على المدينة منذ صيف 2012 دامت السيطرة حتى ماي 2013 حيث قرر الجيش العربي السوري إعادة السيطرة عليها بدأ بإستعادة كامل الريف المحيط بالمدينة تمهيدا لإقتحامها في 19 ماي 2013 حسب الطرفين المتصارعين نتائج هذه المعركة ستشكل منعطفا مهما في الأزمة السورية
عدد سكان المدينة حوالي 42 ألف نسمة، يتبع لها إدارياً أكثر من /40/ قرية، يصلها بمدينة "حمص" طرق المواصلات التي تؤمن لسكان المدينة الاتصال المباشر بباقي القرى، كما كانت قديماً محطة مهمة في خط السكك الحديدية التي كانت تربط سورية بلبنان، من خلال سكة حديد "رياق-حلب". ولكن بعد اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية عام توقف العمل بهذا الخط. تنتج المدينة أنواع مختلفة من المحاصيل الزراعية وذلك بسبب مناخها الذي يساعد على الزراعة، فتقوم "القصير" بإنتاج التفاح والمشمش الذي تمتاز به المنطقة عن المناطق الأخرى، هذا بالنسبة للأشجار المثمرة. أمّا بالنسبة للحبوب فيزرع القمح والشعير أيضاً الذي له ميزاته الخاصة أيضاً، يضاف إليها أشجار الزيتون التي تزرع بمختلف أنواعها، لذلك تجد في "القصير" الكثير من معاصر الزيتون التي تنتج زيت الزيتون النقي والصافي. وفيها مدراس كثيرة أهمها ثانوية عمرالمختار وثانوية غسان إدريس الصناعية وعدة إعداديات ومدارس ابتدائية كثيرة.
يوجد في "القصير" العديد من المواقع الأثرية المعروفة منها وغير المعروفة أيضاً. فعلى سبيل المثال هناك طاحونة "أم الرغيف" الرومانية والتي لها تاريخ طويل، وهناك أيضاً "القنطرة" الأثرية المشهورة التي بجانبها وهي أيضاً تعود إلى التاريخ الروماني. ومدينة "جوسيه" الأثرية، وتل النبي مندو أو ما يسمى "قادش" وهي مدينة أثرية قديمة كان لها تاريخ طويل، جرت على أرضها معارك تاريخية وهي الآن خالية من السكان. وحديثاً تم اكتشاف مغارة "زيتا" التي يرجّح العلماء عمرها إلى أكثر من 80 مليون سنة وهي مغلقة حالياً وإلى جانبها يجري إنشاء سد "زيتا" الذي سيقوم بخدمة أراضي المنطقة.